-->
On 3:44 م by Unknown in    1 comment
الشاب الذي تمكن من حصر العالم كلَه بين مجموعة من الصفحات الالكترونية ، إنه العلامة التي غيرت هجائية الحياة اليومية كلها ، فهو من استطاع أن يجمع كل الشغف التقني للناس حول العالم في زجاجة زرقاء من صنع يداه الشابة ، إنه “مارك زوكربيرغ “مبدع البرنامج الاجتماعي الأشهر “فيس بوك “.
ولد زوكربيرغ في الرابع عشر من شهر مايو لعام 1984 ، في “نيويورك” في الولايات المتحدة الأمريكية ،لعائلة يهودية متعلمة ، فقد كان الوالدان يعملان طبيبان كلٌ حسب تخصصه ، درس زوكربيرغ أثناء مرحلته الثانوية في “أكاديمية فيليبس اكستر” ، ثم التحق بجامعة “هارفرد” بعد ذلك لتكن هي الشاهد الأول لانطلاقة برنامج سيغير وجوده وجه الكون .
كان شغف هذا الطفل بالكمبيوتر مبكراً جداً ،فقد كان مهوساً بكل جديد فيه من ألعاب الى برامج و مواقع ، الأمر الذي جعل من هذا الصغير مبرمجاً حتى قبل أن تعي البرمجة وجود طفل بين كوداتها ، حيث تمكن هذا الصبي و هو في الثانية عشر من عمره أن يطبق حيثيات البرمجة دون أن يدري ، فالبرمجة ما هي الا مشكلة و حلَ ، و هذا ما طبقه زوكربيرغ فعلاً ، فقد لاحظ حينها أن والده الطبيب و الذي يتخذ من الطابق الأول من منزلهم عيادةً له يجد صعوبة في التواصل مع السكرتيرة الخاصة به فيضطر لصعود الدرج و تكبد العناء اذا ما زار العيادة مريضاً ما ، و من هنا لمعت الفكرة في بال الصغير ، ليبدأ بالعمل على برنامج يمكن والده من حلِ تلك المشكلة ، وبالفعل استطاع أن يقدم أولى برامجه و الذي أطلق عليه اسم “زيك نت”، حتى في بدايته كان مبرمجاً مبدعاً فتمكن والده بالفعل من استخدام البرنامج كما واستخدمته العائلة بين أفرادها في المنزل أيضاً وكأنه قد صنع على يدي محترفين في البرمجة ، ولكنه زوكربيرغ المبرمج الصغير الذي يتغلب على أكثر المبرمجين أحترافاً حتى .
دارت الأيام و مارك لا يزال صاحب النظرة الأثقب في الكود و البرمجة ، وقد التحق بالثانوية كأقرانه الا أنه يلازمهم في العمر و لا يلازمهم أبداً في الإبداع و الحرفية ، فقد بدأ زوكربيرغ هذه المرة على العمل في تصميم برنامج جديد يتعلق بالموسيقى وأطلق عليه اسم “سينابس” و يبدو أنه قد وضع في كماً آخراً من الحرفية التي تطورت معه مع تطور عمره ، فقد عرضت عليه شركة “مايكروسوفت” وشركة “ايه او ايل” شراء هذا البرنامج إلا أن زوكربيرغ رفض ذلك ، واكمل مشواره في التعليم من جهة و في البرمجة و الكود من جهة أخرى .
التحق زوكربيرغ الآن بجامعة “هارفارد” و يبدو أن هذا الشاب يحب إثبات نفسه في كل مرحلة موجهاً حصيلة الدروس و العمل السابق لكل مرحلة ، فقد قدم زوكربيرغ أثناء دراسته الجامعية في “هارفارد” برنامجاً جديداً من صنعه أطلق عليه اسم “كورس ماتش” و الذي كان يحلَ مشكلة اضطراب الطالب في الاختيار السليم للمواد التي ينوي دراستها ، أي بصورة أخرى يسهل عليهم اختيار صفوفهم بناءً على اختيار طلاب نخب سابقين، كان هذا البرنامج عوناً مهماً لهؤلاء الطلاب مثلما كان صاحبه أيضاً هو العون الأول لزملائه حال استعصاء أي شيء عليهم ، صاحب البرامج و حلَ المشكلات هذا يعود و يقدم برنامجاً جديداً لطلاب جامعته كان البرنامج الذي عمل على تطويره هذه المرة بعنوان “فيس ماش” والذي يقوم بمقارنة صور الطلاب بناءً على تصويتهم هم على صاحب الصورة الجذابة أكثر ، لاقى هذا البرنامج استحسان الطلاب في الجامعة و قد ذاع سيطه جداً إلا أن ادارة الجامعة قامت بإغلاق البرنامج لأسباب تأديبية، لكن يبدو أن زوكربيرغ لم يعجبه اندثار شهرته و توقف حلمه ، و من هنا بدأت الفكرة الجديدة تراوده عندما عرض عليه مجموعة من زملائه في الجامعة العمل معاً على تصميم برنامج شبكة اجتماعية مستندين فيه على قاعدة بيانات الجامعة ، الا أن زوكربيرغ رفض الانضمام لهم ، و انتقل فوراً لتطبيق فكرة مشابهة لتلك الفكرة و التي كانت القنبلة الموقوتة التي بين أيدينا اليوم ، نعم انه الـ”فيس بوك ” الموقع الاجتماعي الأشهر الذي يسمح للمستخدم بتصميم ملفه الشخصي و تحميل صوره الخاصة و التواصل مع المستخدمين الآخرين ، هذا البرنامج العملاق انطلق من شقة في سكن طلاب جامعة هارفارد ، صُمم على أيادي زوكربيرغ و زملائه ليكون اليوم صاروخ الموسم، كانت شهرة البرنامج واسعة جداً و تسير صعوداً الى الأعلى كل يوم ، فقد بدأ بين طلاب الجامعة ، ثم الى خارجها ليصل حينها الى المليون مستخدم وأكثر في فترة زمنية قصيرة جداً .
في عام 2004 غادر زوكربيرغ الجامعة لينتقل الى “كاليفورنيا” و يكرَس كل وقته في تطوير الفيس بوك خاصته ، فقد علم حينها أن مستقبل هذا البرنامج سيكون زاهراً جداً ، لكن بالتأكيد لم يكن يتوقع أن يكون زاهراً الى هذه الدرجة  ، في العام التالي أي في 2005 ، تلقى زوكربيرغ عرضاً مغرياً من شركة “اكسل بارتنرز” مكنت من زيادة مستخدمي البرنامج ليصبح 5.5 مليون مستخدم .
تهافتت العديد من العروض الاعلانية من مجموعة من الشركات العالمية إلا أن زوكربيرغ فضل الاستمرار في التركيز على خدمة مستخدميه بتقديم الأفضل لهم دائماً ، و هكذا بدأ فيس بوك بالوصول الى العالمية لكن و كما يقال فإن الفرح المستمر محال، فقد تعرض مارك الى المحاكمة في 2006 نتيجة لقضية قام زملائه في الجامعة برفعها ضده مدعين أنه قد سرق فكرتهم و أنهم هم أصحاب الفكرة الحقيقية للفيس بوك ، ولازالت المحاكم حول تلك القضية الى اليوم ، ثم و في عام 2009 تعرض مارك الى مشكلة جديدة كانت تتلخص في النقد المجرح الذي قدمه أحد الكتاب ضده و الذي تحول الى فلم بعنوان “سوشيال نتورك” حيث ذهب زوكربيرغ و مجموعة من فريق عمله لمشاهدة الفلم عند عرضه و لم يعجبه أبداً لأنه يظهر صورة سيئة عنه .
النجاح الذي حققه مارك زوكربيرغ ليس بالسهل ، الأمر الذي جعل أنظار المنافسين تتجه نحو الاستحواذ عليه، الا أن زوكربيرغ لم يقبل بأي صفقة قدمت له ، ولم يستغنِ عن برنامجه تحت أي ظرف ، فهو الذي أمضى عمره يحلم فيه ، الأمر الذي جعل منه العلامة التجارية الأولى لكلمة تواصل اجتماعي ، ليستحق بذلك كل الألقاب والجوائز التي حصل عليها من أكبر المجلات و الصحف ، أما عن الفيس بوك على وجه الخصوص فكل واحد منا يستطيع أن يقدر حجم النجاح الضخم الذي وصل اليه ، والذي لا يزال يصل اليه كل يوم ، فلا ندري الى أين بعد يأخذنا الفيس بوك هذا بقيادة زوكربيرغ.
علامات النجاح كانت واضحةً تمام على جبين مارك منذ صغره ، و بالقليل من الارادة و التصميم منه على الحلم و الشغف الذي يلاحقه ، استطاع أن يجعل من العلامات حقيقة ظاهرة و مشرقة، تمكن هذا المبدع من تكوين واحدة من العادات الجديدة لسكان الأرض، عادة تفقد الحساب الشخصي و التعلق به الى درجة كبيرة ، فهو بصورة أو بأخرى يقدم للمستخدم ميداناً واسعاً لتفريغ الشغف التقني الذي يراوده ، وكلما خطرت ببال أحدهم حاجة جديدة ، يجد أن مارك يقدمها للعالم بعد القليل من الوقت ، وكأنه استولى على أدمغة العالم و على الشغف التقني كله حتى ، فنجاحه هذا لم يكن بالمصادفة ، إنه مدبَر محترف للكود ، و حلَالُ متقن للمشاكل ، و أكثر الأشخاص خبرة في النجاح .


هناك تعليق واحد:

  1. Vintage Titanium for Sale in San Diego, CA |
    Buy Vintage Titanium for sale in San titanium welder Diego, 2018 ford ecosport titanium CA on iTanium-arts.com. The T-35 is the only titanium-art-grade ford fusion hybrid titanium component titanium sheet metal to the existing T-35. Rating: 4.5 titanium phone case · ‎2 reviews

    ردحذف