-->
On 11:32 م by Unknown in    1 comment
ستيف جوبز، اسم وجه العالم نحو خريطة تفكير أخرى ، سهل الصعب و غمر العالم بالتكنولوجيا بكل صورها ،نعم انه مؤسس شركة “apple” و مديرها التنفيذي ، صاحب بصمة قوية بنكهة من فاكهة فاحت أرجاء الكون أجمع .

ولد “ستيف جوبز ” في مدينة “سان فرانسيسكو ” في الرابع و العشرين من شهر فبراير لعام 1955، ستيف جوبز ، الطفل الذي تخلى عنه والده “عبد الفتاح الجندلي” السوري الأصل ، و والدته “جوان شبيل ” و عرضاه للتبني ، و لم يكونا يدركان أنهما يعرضان عقل من فيزيائية سحرية ستسرق عقول البشر أجمع . و هكذا شاءت الأقدار أن تتبناه عائلة جوبز التي حمل اسمها نحو النور فيما بعد.
نشأ جوبز و عائلته في منزل في منطقة وادي السيلكون منبع الصناعات الالكترونية أو بتعبير آخر هي أصل الحاكية التكنولوجية و مصدرها ، ثم التحق جوبز بالمدرسة ، و رغم ضعفه في دراسته و عدم اهتمامه بالتعليم و الدراسة إلا أنه استطاع الانخراط في طريق رسمه لنفسه منذ صغره ، فقد كان شغفه بالالكترونيات و أشكالها يؤثر ايجابا على مخرجاته في مجال التقنية؛ فقد استطاع صبي الثانوية أن يبتكر شريحة الكترونية لتكون نقطة البداية لاختراعاته،  ثم قام جوبز بالتسجيل في دورة تدريبية لدى “إتش بي” التي كان مركزها قريبا من منزله في مدينة “بالو التو “. ثم تخرج جوبز من مدرسته ،و التحق بالجامعة الا أنها لم تماشي هواه و أفكاره فقد تعرض للرسوب في عامه الأول مما نفره منها أكثر ثم ألمت ضائقة مالية بعائلته أنهت صراعه مع الدراسة و ترك دراسته الجامعية حينها، إلا أن تلك الحادثة لم تفقد جوبز روح التقنية و الابداع و السعي وراء النجاح بشتى صوره ،فقد خضع لدروس في الشعر و الخط ، ثم سعى لتنمية مهاراته في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات ، فقدم ورقة بأفكاره في مجال الإلكترونيات لشركة “أتاري” و هي الشركة الأولى في صناعة ألعاب الفيديو، وتمكن من الحصول على وظيفة هناك كمصمم ألعاب.
و في عام 1970 شهدت حياة جوبز تحولاً رئيسياً حينما التقى بمهندس الحاسوب والمبرمج “ستيف وزنياك” لتنشأ بينها صداقة قوية جدا،وقاما معا بعدد من التجارب، واخترع جوبز حينها جهاز هاتف يسمح بإجراء مكالمات بعيدة مجانية، بعد ذلك انصرف جوبز وفوزنياك إلى حلمهما الكبير، وفي مرأب للسيارات بدآ العمل على حاسوبهما الأول بعد أن باع الأول سيارته والثاني آلته الحسابية العلمية ليتمكنا من تأسيس شركتهما التي شهدت النور في العام 1976 وسميت “آبل” على اسم الفاكهة المفضلة بالنسبة لستيف جوبز،فقد استطاع جوبز في هذا العام اقناع متجر محلي للكمبيوترات بشراء 50 جهاز من أجهزته و وزنياك قبل صنعها،وبفضل أمر الشراء هذا تمكن جوبز من إقناع أحد موردي الإكترونيات بإمداده بمكونات تلك الكمبيوترات التي يسعى لصنعها،وهكذا استطاع جوبز إنتاج الكمبيوتر الجديد الذي أطلق عليه اسم “أبل 1 ” من دون الحاجة للاقتراض من أية جهة. لكن تطوير هذا الكمبيوتر كان مكلفاً جداً مما دفع جوبز أن يقنع “مايك ماركولا ” و هو  مستثمر محلي في كالفورنيا ، بتوفير مبلغ 250 ألف دولار،وهكذا استطاع الثلاثة جوبز وووزنياك وماركولا تكوين شركة “آبل”في مرآب عائلة جوبز .

وفي نفس العام بدأت الشركة بتجميع و بيع أجهزة الكمبيوتر لتطلق للعالم بعد تأسيسها بعام جهاز “آبل 2″ الذي اعتبر اول جهاز حاسوب شخصي ناجح ، أما عن النظام الذي كان بداية سلسلة نجاحات جوبز و شركته فكان نظام “ماكينتوش” الذي أصدر في عام 1984 و كان أول نظام تشغيل ناجح بواجهة رسومية وفأرة،حيث ان هذه التقنية لم تكن معروفة من قبل، ليحقق الجهاز نجاحاً وانتشاراً كبيرين في مواجهة عمالقة التقنية حينها “مايكروسوفت “و “إنتل ” ، لكن لم يكد يمضي عام على هذا الإنجاز حتى نشبت خلافات وصراعات داخلية عنيفة انتهت بطرد جوبز من شركته، الأمر الذي دعا جوبز لتأسيس شركات أخرى حيث تنقل من فكرة الى فكرة أخرى ، اما عن “آبل” فكانت كسفينة فقدت ربانها و عصفت الريح لتغرقها شيئا فشيئا ، و لم تتمكن من الثبات ، و انتقلت ادارتها من شخص لآخر حتى وقعت بين يدي “جيلبرت أميليو” ، الذي لم يجد للسفينة أفضل من ربان شارك في بناء أركانها ، حيث طلب “أميليو” من ستيف جوبز أن يعاود العمل في “آبل” كمستشار فيها عام 1995، ثم عين جوبز رئيسا تنفيذيا لشركته في 1997 براتب قدره دولار واحد سنوياً مما أدخله في مجموعة جينيس للأرقام القياسية كأقل الرؤساء التنفيذيين تقاضياً للراتب في العالم.
وبعد أن أطلق جوبز كمبيوتر “آي ماك “عادت سفينته لتتدارك سقوطها و لتتنفس الصعداء و استعادت مكانتها في سوق الكمبيوترات الشخصية مرة أخرى، وفي يناير 2000 أصبح جوبز رئيساً تنفيذياً دائماً للشركة، ومالكاً لثلاثين مليون سهم منها وصعدت أرباحها سريعًا.

ستيف جوبز ، عقل يمشي على الأرض فلم يترك مجالا يستطيع أن يضع بصمة به الا ووضع ، فقد وصلت ابداعته لعالم الكرتون حيث حققت افلامه التي كانت بالتعاون مع شركتي ديزني و بيكسار  نجاحا لم تشهده سينما الكرتون من قبل، ناهيك عن ابداعه المتواصل في انظمة التشغيل و الاجهزة الحاسوبية فعمل على تحويل استخدام أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول عن طريق سلسلة من المنتجات التي لاقت رواجاً كبيرا ،وتشتمل هذه السلسلة على أجهزة (آيبود) و(آيفون) و(آي باد) ومتجر (أبل ستور) الذي يوفر لمستخدمي (آي فون) تطبيقات هائلة تغطي كل مناحي الحياة.

و عندما سئل جوبز ذات مرة عن سر الأفكار الخيالية التي تتمتع بها آبل قال “إن من يعمل في الشركة ليسوا فقط مبرمجين بل رسامين وشعراء ومهندسين ينظرون للمنتج من زوايا مختلفة لينتجوا في النهاية ما ترونه أمام أعينكم”. و ليس بالغريب عليك يا جوبز فمن سيرتك نستطيع ان نعلم أي تشكلية من الابداع توظف انت في شركتك.

ثم شاءت الأقدار أن ينتهي عطاء “جوبز” و أن تلوح روحه عن هذه الحياة وسط أمراض و جراحات عانى منها جوبز و من بينها سرطان البنكرياس و زراعة الكبد اللذان أفقداه فرصته في الاستمرار في تقديم جديد التقنية من “آبل” حيث و في 24 أغسطس من عام 2011 اعلن جوبز استقالته من منصبه كمدير عام لآبل ، و في 5 أكتوبر لعام 2011 أصدرت أسرته بياناً تقول: اليوم، ستيف جوبز مات بسلام. و قالت شركة آبل في بيان مقتضب أن مؤسسها المشارك ورئيسها التنفيذي السابق ستيف جوبز، قد فارق الحياة عن عمر يناهز 57 عام ، و جاء أيضا “… الإبداع والشغف والطاقة التي تمتع بها جوبز كانت مصدرا لاختراعات لا تعد ولا تحصى، أثرت وحسنت حياتنا “.

و هكذا يكون اسطورة التقنية قد فارق الحياة تاركا خلفه سلسلة من الابداع ستنعش العالم ربما لمئة عام قادمة و أكثر .

هناك تعليق واحد: