-->
On 12:04 ص by Unknown in    No comments
نعم إنه صاحب أعظم  فضلٍ على عصر الهواتف الذكية الذي نعيشه اليوم ، المخترع ذي الـسبعة عشر براءة اختراع ، إنه العبقري الذي كان السبب وراء ذلك الكائن الأخضر الصغير الذي راح بالعالم الى فسحة أخرى من التطور و التقدم تنصب جلَ أنظارهم فيها على شاشة صغيرة يديرها هذا الأخضر اللًعوب ، نعم هو “آندي روبن” المنشأ لنظام الأندرويد.

ولد آندي روبن في عام 1962، في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية ، درس في مدرسة “هوراس غريلي الثانوية” ، ثم التحق في كلية “يوتيكا”  وحصل منها على درجة البكالوريوس في علم الحاسوب ، ثم بدأ روبن بالعمل في وظائف تنوعت بين مجموعة لا بأس بها من الشركات .

بدايةً عمل روبن في شركة “كارل زيس” ضمن قسم الروبوت ، وأمضى فيها الثلاث سنوات ، ليلتحق بعدها بشركة “آبل” الشهيرة ضمن قسم الهندسة الصناعية” ، ثم و بعدها بثلاث أعوام أي في عام 1992 تحديداً بدأ روبن بالعمل في شركة “جينرال ماجيك” والتي بدأ فيها بالتدريب على تطوير نظم التشغيل ، وواجهات الهواتف المحمولة ، لكن الشركة تعرضت لخسارة مما أدى الى خروج روبن منها و العمل في شركة أخرى مختصة فيما يسمى بتلفاز شبكة الانترنت ، هنا تطلعت أنظار روبن الى انشاء عمله الخاص و تطبيق مخزون الخبرة الذي تكون لديه بين مجموعة الوظائف تلك ، ليقوم حينها هو وأحد أصدقائه بإنشاء نظام شركة  “دانجر” ، الا أن هذه الشركة لم تلقَ رواجاً كما كان يجب ، ليبدأ حينها روبن مع فريق من المبرمجين في انشاء نظام جديد كان في البداية نظام للكاميرات الرقمية، الا انهم وجدوا أن مثل تلك الأنظمة لم تعد مطلوبة للغاية في السوق ، مما جعلهم يغيرون الخطة و ينطلقون نحو العمل على نظام تشغيل خاص بالهواتف الذكية التي كانت حينها في بداية ظهورها ، وكان هذا هو “الاندرويد”، معتمدين بذلك على لغة الجافا ونواة نظام لنكس .
انتهى الفريق من العمل على النظام في عام 2005، هنا بدأ الفريق بعرض نظامهم هذا على الشركات، وكانت شركة سامسونج هي أول خيار ، الا انها و بردة فعل غير متوقعة رفضت النظام، بل وسخرت منه واتهمته بأنه عقيم ولا فائدة منه ، لكن كل تلك الانكسارات التي تلقاها الفريق و روبن لم تقف أمام ثقتهم بمشروعهم ، فعرض الفريق النظام على “جوجل” و التي بادرت على الفور بشراءه مقابل 50 مليون دولار أمريكي ، و كان هذا أفضل صفقات جوجل على الاطلاق ، كما وطلبت جوجل من الفريق و على رأسهم روبن الاستمرار في تطوير النظام ، و تم الاعلان عنه من قبل جوجل في 2007 ، و كانت هذه الطلقة الأولى لقنبلة الموسم “اندرويد” .
في سوق تحتوي على أمثال العملاق “آبل” و التي كانت حينها بقيادة “ستيف جوبز” ، لا بد من المنافسة أو حتى المنافسة الشرسة على كرسي الأفضلية ، و بالفعل و كما ظن الجميع فلم يسكت جوبز على انطلاقة اندرويد ، بل و أخبر بأنه سيسحق النظام عما قريب ، ليقوم بعدها بفترة بالإعلان عن الجهاز الثوري في عالم هواتف الأيفون، جهاز عبقري بشاشة لمس مع نظام ذكي جدا في وقتها ، هنا أصيب روبن بصدمة كادت أن تودي بفنه الى الهاوية ، الا أن جوجل ودعمها أعادا له قوته و استمر في التطوير على النظام و بالفعل قدم النظام بخاصيته الجديدة التي تظهر قابليته للتشغيل على شاشة لمس كاملة بدلاً من لوحة المفاتيح المادية السابقة ، و قد كان ذلك في عام 2008.

يترأس الأندرويد اليوم قائمة أكثر الأنظمة انتشاراً و يترأس بالمقابل صاحبه روبن منصب نائب الرئيس الاول للمحتويات الرقمية في جوجل ، ويشرف أيضاً على تطوير الاندرويد في الشركة ، ويحقق هذا النظام للشركة أرباحاً طائلة فهو الأكثر استخداماً من حيث النوع ، ربما لبساطة التعامل معه كنظام تشغيل ، و الجدير بالذكر أن روبن ترك قسم الاندرويد في عامه الأخير في جوجل ليكون رئيساً في قسم الروبوتات ، ثم و في عام 2014 يترك جوجل نهائياً، للعمل على مشروعه الجديد، من يدري ربما يكون ذلك المشروع واحداً من المشاريع التي ستغير العالم كما فعل الاندرويد، فقد جعل روبن وأندرويده  أكثر من مليار مستخدم حول العالم مسروراً “كما قالت جوجل في تعليقها على ترك روبن العمل عندهم “.
ربما مظهر الأشخاص في الشوارع أو المنازل أو المحلات وهم يحدقون في شاشات هواتفهم ، كفيلة بأن تنقل لنا مستوى النجاح الذي حققه آندي روبن في وضع نظام مبتكر سهل يمكن المستخدم من التفاعل مع الجهاز الذي هو بمثابة كائن غائب عن الوعي دون ذلك النظام الذي يعيد الحياة الى عروقه بكبسة زر .


0 commentaires:

إرسال تعليق